الرضا مفتاح السعادة | كيف يمكن أن يغير حياتك للأفضل؟
لماذا ينحصر معنى السعادة في ما يمتلكه الآخرون؟، كذلك يشيع بين الناس مفهوم السعادة أنه الامتلاك المادي، وتندثر الحقيقة وهي أن الرضا مفتاح السعادة الحقيقي، ويبقى الإنسان ينظر لما عند غيره ويصبح في حالة ذعر وجذع وإحباط يعتري حياته، حتى يدرك يومًا أنَّ من وصفهم بالسعداء هم في الحقيقة تعساء مثله!.
أسباب السخط وعدم الرضا
تنتشر معتقدات خاطئة لدى الأفراد نتيجة تبنيهم لها من المجتمع المحيط، وهي تسبب السخط، ومنها:
1. تحيز السعادة في المال
وهو من أكثر الأسباب التي تورث السخط والتذمر والشعور بالنقص في نفس الإنسان:
- كذلك يشعر الإنسان بأنه بلا قيمة بدون المال، وأنه لن يكون سعيدًا إلا إذا حصل على المال.
- إلى جانب ذلك تشير معتقدات المجتمع الخاطئة إلى الطبقة العليا بأنها أسعد الطبقات لتمتعها بالاستقرار المادي.
- لذلك في أي وقت وكل مكان تشعر بأنك ناقص وبلا قيمة لمجرد عدم حصولك على كثير من المال.
- يمكن أن يمر عليك موقٌف تافه يشعرك بالنقص واللاقيمة.
- مثال على ذلك: حقيبة التسوق، يشعر الشخص أحيانًا بالنقص لمجرد حمله لحقيبة صغيرة، بينما يرى شخصًا أخر يحمل حقيبة أكبر!.
- وفي الحقيقة هي مجرد حقيبة لحمل الأغراض!.
2. الانشغال بالآخرين
يعد الانشغال بالآخرين مضاد لمفهوم الرضا مفتاح السعادة، وهو من أكبر أسباب الشعور بالنقص، وذلك:
- لأن تتبع أخبار الآخرين باستمرار يشغل النفس عن متطلباتها وحياتها الخاصة.
- حيث تكون مشغوٌل دائمًا بمعرفة أحوال الناس وما حصل في حياتهم من تطوٍر أو إنجاز.
- والناس تمضي في حياتها وتحقق النجاح، وأنت في مكانك ساكنًا تنظر إليهم.
- كما تندب حظك وتشعر بأنك بلا قيمة، وتتابع حياتك في تتبع الناس والإعراض عن فهم نفسك وتطويرها.
3. البعد عن الله وحب الدنيا
- حينما يبتعد العبد عن ربه تزول من حياته البركة والتوفيق، ويبقى يلهث راكضًا وراء الدنيا.
- ومع ركضه هذا لا تقبل عليه الدنيا أبدًا، لأنه تعلق بها ولم يتعلق برب هذه الدنيا.
- فيكون دائم السخط والتذمر من الحياة لبعده عن المقصد الحقيقي وهو عبادة الله عز وجل.
- مع انصرافه لما لا يثمر ولا يغني عن جوع، ولا يحقق له مقصدا ولا يلبي له احتياجًا.
حقيقة السعادة الرضا مفتاح السعادة
لنرى منظورًا أخر ومختلفًا للسعادة بعيدًا عن المال والممتلكات المادية والناس:
- الرضا هو الاقتناع بما عندك وبما قسمه لك الله، هو إدراكك الجيد للآيات:
- ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾.
- ( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾.
- يعني أنه هكذا هو رزقك كُتب من قبل أن تلدك أمك، فهو قدر الله وفي أقدار الله كل الخير والحكمة.
- السعادة هي رضاك بما عندك واستمتاعك به، واستحضار ما عندك من النعم.
- السعادة تكون في النظر لمن هم أسفل منك وهم يتمنون ولو نفحة واحدة من النعيم الذي أنت فيه.
- فتحمد الله وتشكره، وتشعر بالامتنان له، بأن أعطاك كل هذه النعم، الرضا مفتاح السعادة ويكون في تحقيق الذات وإدراك هذه الآية.
- “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدْ”، والإنسان هنا تشير للإنسان على حد سواء الغني والفقير.
- فأزل من عقلك معتقد أن المال يجلب السعادة، فكم سمعنا من قصص عجيبة تعكس واقعًا تعيسًا للأغنياء.
- على سبيل المثال: قصص انتحار رجال الأعمال مثلًا، هل سألت نفسك يومًا ما الذي يدفع للانتحار؟.
- مع تمتع ذلك الشخص بحياة فارهة وثروة غنية، وأموال ضخمة.
- من فطرة البشر الذهول أول النعمة، ثم بعد ذلك اعتياد النعمة، وهو ما وقع فيه أغنياء العالم.
- لقد اعتادوا تلك النعم وأصبحت لا تساوي عندهم مقدار ذرة، ولا تجلب لهم السعادة ولا يشعرون بالفرح، إنما حياتهم هي حياة الإنسان الطبيعي وهي الكد.
- لكن ما يذهلك أنت عند رؤيتك لما يملكه الآخرين، لا يشعر الشخص الآخر ولو بمقدار 1% مما تشعره أنت من الذهول.
- أيضًا اعتقادك بامتلاكك للشيء الفلاني بأنه سيسعدك هو اعتقاد خاطئ، وبيناه بالتفصيل في المثال السابق.
- المعنى باختصار هو أن ما عند الآخرين لا يجعلهم سعيدين، وإن امتلكته لن يجعلك سعيدًا أيضًا.
- بسبب فطرتنا على اعتياد النعم، لذا أدرك أن ما عندك اليوم هو أمنية لغيرك.
- فاحمد الله واسعد نفسك بالقرب من الله والاهتمام بنفسك ومصالحك وتركك ما لا يعنيك.
الرضا مفتاح السعادة
مفتاح السعادة هو الرضا، فكيف تستطيع أن تمسك مفتاح الرضا بيدك؟
- ركز على النعم والأشياء الإيجابية: سلط نظرك على حياتك واستشعر ما تتنعم به من ألطاف الله وستره.
- هذا التأمل يزرع في النفس الرضا والسعادة والاطمئنان.
- ابتعد عن المقارنة بالآخرين: تذكر أن كل إنسان يعيش رحلته الخاصة، ركز على إخراج قصة حياتك بصورة سعيدة.
- ركز على نموك الشخصي: اهتم بتعليم وتثقيف نفسك، وأطمح لتحقيق أهدافك، مارس تمارين تحفيز العقل والذات.
- تبنى العقلية الإيجابية: في كل الأحوال والظروف كن أنت الشخص الإيجابي المتفائل وابتعد عن السلبية.
ما هو سر السعادة الحقيقى؟
كما ذكرنا فإن الرضا مفتاح السعادة، وسر السعادة يكمن في رضاك عن حالك وحياتك.
وسر السعادة الحقيقي هو اهتمامك بنفسك وتركك شؤون الآخرين التي لا تعنيك.
ما هو سر الرضا؟
سر الرضا هو القرب من الله سبحانه وتعالى.
اطلع على: ملخص كتاب عادات ذرية : ابدأ بتغيير حياتك.
الخلاصة الرضا مفتاح السعادة
لتبني فكرة الرضا مفتاح السعادة لا بد من تغيير نظرتك للحياة، والإقرار بأن السعادة ليست في الأشياء التي تمتلكها، ابدأ بتقدير الأشياء والنعم الصغيرة التي ربما تبدو في نظرك عادية مثل الصحة والأصدقاء وأوقات الفراغ، وستصبح راضيًا بنصيبك وحياتك.
المصادر:
- مفتاح السعادة – do3alsham.
- القناعة والرضا مفتاح السعادة – alukah.
- الرضا التام بقضاء الله – elwatannews.
تعليق واحد