تعلم لغة جديدة | كيف تختار اللغة التي تريد تعلمها
تعلم لغة جديدة يفتح أمامك العديد من الأبواب المغلقة على جميع الأصعدة، وبالأخص في المجال العملي حيث يمكنك التفكير في العمل خارج بلدك أو الحصول على منح دراسية، أو تدريبات مدفوعة، وغيره، وعلى الصعيد الاجتماعي فتعلم لغات جديدة يتيح لك تكوين علاقات أكثر.
لماذا عليك التفكير في بدء تعلم لغة جديدة
تعلم لغة جديدة لا يؤثر عليك بشكل إيجابي فقط على الصعيد العملي أو الاجتماعي، بل سيصل تأثيره إلى ما هو أعمق من ذلك، وفي النقاط التالية نعرض فوائدها، وهي:
- مهارة تعلم لغة مختلفة عن اللغة الأم تساعدك فيما بعد على تعلم أي شيء بشكل أسرع لأنها تعتبر بمثابة تدريب على خفة الحركة الذهنية، وتُعزز التركيز، وتساهم في تحسين كفاءة عمل الذاكرة.
- تعلم لغة واحدة يمكن أن يسهل عليك تعلم العشرات من اللغات فعلى سبيل المثال، إذا فكرت في تعلم اللغة الإسبانية فأنت بذلك تمهد لنفسك طريق لتعلم لغات أخرى مثل الإيطالية، والرومانية، والفرنسية، والبرتغالية لأنهم من نفس الجذر اللغوي (لغات لاتينية).
- تعلم بعض اللغات يساعدك على تحسين مهاراتك في الرياضيات مثل اللغة التركية على سبيل المثال، وذلك لأنها تعتمد على المنطقية والهيكلية المنتظمة سواء في القواعد اللغوية أو كيفية بناء الجمل التي يشبه المعادلة الرياضية.
- تعلم اللغات الجديدة يجعلك مستمعًا أفضل لأن خلال فترة التعلم أنت مجبر على الاستماع بحرص لكيفية نطق الحروف والكلمات، ونبرة الصوت.
- تعلم لغات أخرى يساعدك على تحسين مستواك في لغتك الأم بالأخص فيما يخص فهم القواعد النحوية، وإثراء مفرداتك، وتحسين مهارات مثل الكتابة، والقراءة والتحدث.
نصائح لاختيار اللغة المناسبة
عملية تعلم اللغات أبعد ما يكون عن العشوائية، لذا يجب اختيار اللغة التي ستبدأ في تعلمها بعناية، وفيما يلي بعض النصائح التي ستساعدك على اختيار اللغة الأنسب لك:
حدد هدفك من تعلم اللغة
عليك تحديد هدفك من تعلم أي لغة قبل البدء في تعلمها لأنه سيؤثر على مسارك التعليمي، ومن الأهداف التي يمكن التفكير بها السفر، الحصول على عمل، التعرف على ثقافة البلاد، التواصل مع شخص يتحدث بهذه اللغة.
تعرف على مستوى صعوبة اللغة
اللغات تتفاوت في مستوى الصعوبة والسهولة، لذا عليك اختيار اللغة التي تريد تعلمها بما يتناسب مع مستواك اللغوي.
فمثلًا تعتبر لغات مثل الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والإيطالية من اللغات السهل تعلمها بسبب كثرة المصادر المتوفرة لها، بالإضافة إلى أن قواعدها ومرادفاتها اللغوية أيضًا سهلة ومتعارف عليها بعكس أغلب اللغات الآسيوية مثل الصينية، والكورية، واليابانية وهكذا.
فرص ممارسة اللغة
حدد فرص ممارسة اللغة التي تريد تعلمها قبل البدء في التعلم، وذلك لأن الممارسة هي المفتاح الأساسي الذي يضمن لك إتقان اللغة على المدى الطويل.
توفر مصادر لتعلم اللغة
تأكد من وجود مصادر كافية لتعلم اللغة التي تريدها قبل البدء في تعلمها، ومن المصادر التي عليك البحث عنها (دورات وكورسات في مراكز متخصصة أو عبر الإنترنت، كتب تعليمية، وتطبيقات ذكية، وهكذا).
ميولك الشخصية
عليك اختيار اللغة التي ترغب في تعلمها وفق ميولك الشخصي في المقام الأول حتى تتمكن من الاستمرار في عملية التعلم.
فإذا كنت من محبي الثقافة اليابانية أو الكورية عليك الشروع في تعلم هذه اللغات بغض النظر عن مدى صعوبتها لأن الشغف بتراث وثقافة البلاد سيظل دافع وعامل محفز لك طوال فترة التعلم.
اطلع أيضًا على: لماذا يجب علينا القراءة.
استراتيجيات فعالة لتعلم أي لغة جديدة
تستطيع تعلم أي لغة من خلال تطبيق استراتيجيات تعلم اللغات الأكثرة فعالية، وتتمثل فيما يلي:
بناء أساس قوي للغة
لا تبدأ تعلم أي لغة بشكل منفصل عن تعلم الأساسيات مثل قواعد النحو والصرف، والتعرف على كيفية الكتابة، وبناء الجمل لأن كل هذا يمثل قواعد أساسية هي التي ستيسر عليك مواكبة التعلم فيما بعد.
طور مهاراتك اللغوية
يمكنك تطوير مهاراتك اللغوية خلال رحلة تعلمك عن طريق استكشاف طرق جديدة للتعلم مثل التقليد.
فعلى سبيل المثال، يمكنك اختيار شخصية كرتونية أو حقيقية تتحدث باللغة التي تريد تعلمها وتبدأ في تقليدها في كل شئ مثل اختيار الكلمات، واللهجة، ونبرة الصوت، وحتى لغة الجسد.
ممارسة اللغة بشكل منتظم
من خلال ممارسة اللغة بشكل يومي ستلاحظ تحسن مستمر في جميع المهارات اللغوية الأخرى مثل الكتابة، والقراءة، والتحدث.
ذلك لأن الممارسة المستمرة سواء من خلال قراءة الكتب، أو المقالات، أو عن طريقة مشاهدة الفيديوهات، أو كتابة الخواطر والأفكار، أو التحدث بهذه اللغة تعمل على زيادة مفرداتك، وتطوير قدرتك على التعبير عن أفكارك من خلال تكوين جمل منطقية وصحيحة لغويًا بشكل أسرع.
أبرز تحديات تعلم لغات جديدة ونصائح للتغلب عليها
تعلم اللغات يستغرق وقت طويل، وخلال فترة التعلم هذه من المتوقع ظهور تحديات سنتعرف على أبرزها فيما يلي، وسنعرض كيف يمكن التغلب عليها:
عدم تذكر المفردات
يمكن التغلب على هذه المعضلة من خلال كتابة جملة مترابطة كل يوم مع إضافة الكلمات الجديدة التي تمكنت من تعلمها، بالإضافة إلى المواظبة على مراجعة الكلمات القديمة ومعناها بطرق متنوعة.
عدم القدرة على التكلم باللغة الجديدة
حل هذه المشكلة يمكن في التغلب على خوفك من الإحراج من خلال تصغير الأمر، بالإضافة إلى البدء في تجهيز المصطلحات التي غالبًا ستقوم باستخدامها في حوارك.
احرص أيضًا على تعلم المصطلحات العامة التي تُستخدم في أغلب المواقف مثل عبارات التعبير عن الموافقة والرفض، والطلب وإلقاء التحية.
تأثير لغتك الأم على طريقة تكلمك باللغة الجديدة
الهدف الأساسي من تعلم أي لغة هو أن يكون كلامك مفهوم لفظيًا، وصحيح لغويًا وله معنى، وليس الهدف أن تتحدث مثل المتحدثين الأصليين بالأخص في البداية.
ولكن لتجنب تفاقم هذه المشكلة فيما بعد عليك اكتشاف الصوت أو الحرف من لغتك الأم الذي يؤثّر سلبيًا على طريقة تحدثك باللغة الجديدة، وحاول تصحيحه، بالإضافة إلى تجنب تعلم أي لهجة في بداية تعلمك لأي لغة جديدة.
اطلع أيضًا على: دليلك الشامل لإتقان اللغة البرازيلية.
الأسئلة الشائعة حول تعلم لغة جديدة
نستعرض فيما يلي مجموعة من الأسئلة الشائع طرحها بخصوص موضوع تعلم اي لغة، وتتمثل الأسئلة في الآتي:
كم من الوقت يستغرق الشخص العادي لتعلم لغة ؟
الوقت يتفاوت حسب اللغة، ولكن تقريبًا الوقت المطلوب في المتوسط لإتقان أي لغة هو من 400 إلى 2200 ساعة من الدراسة، بالإضافة إلى الممارسة اليومية.
فعلى سبيل المثال تعلم اللغة الإسبانية يحتاج في المتوسط إلى 400 ساعة من الدراسة والمذاكرة، والممارسة العملية، أي أربع ساعات يوميًا على مدار 100 يوم.
هل يمكن تعلم لغة جديدة في سن متأخر؟
لا يوجد سن معين لتعلم اللغات، لأن فكرة التعلم نفسها كل ما تحتاج إليه هو المبادرة والإصرار.
ولكن بشكل عام تعلم أي شئ واكتساب أي مهارة يعتبر أسهل خلال مرحلة الطفولة، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، لذا يمكنك البدء الآن وبالتأكيد من خلال المواظبة ستتمكن من تحقيق ما تريده.
يلخص هذا الفيديو أسرع وأمتع الطرق التي تساعد على تعلم أي لغة مجانًا.
الخلاصة
لم يعد أمرًا تعجزيًا كما كان في السابق بسبب كثرة مصادر التعلم المتاحة في عصر التكنولوجيا، ولا يعتبر شيئًا غريبًا أو نادرًا.
لأن وفقًا للإحصائيات فإن أغلب الأشخاص يتحدثون أكثر من لغة بالفعل لعدة أسباب منها تأثير التاريخ الاستعماري أو بسبب العولمة وانتشار لغات الدولة المتقدمة تكنولوجيًا وصناعيًا مثل الولايات المتحدة، ألمانيا، وغيرها.
المصادر:
- مشكلات لا يعرفها سوى متعلمو اللغات وكيفية حلها – فرصة.
- فوائد تعلم اللغات الجديدة – المدرسة كوم.
- كيفية اختيــــار اللغة المناسبــة لتعلمهـــا – DOROSSERA E-School.