تطوير الذات

اقض على الشعور بالوحدة في الغربة قبل أن يقضي عليك

الغربة أزمة وجودية تحمل بين طياتها تجارب قاسية، ومن أقساها الشعور بالوحدة في الغربة، يتردد إلى النفس بين الحين والآخر ليستعرض حنين الشوق إلى الوطن والأهل، فهو أمر طبيعي فطري، لكن تفاقم الشعور ليصبح مضايقا وحاجزا لمواصلة الحياة هو ما نعنيه بالمرض النفسي.

تأثير الغربة على الإنسان

آثار الغربة على حياة المغترب عديدة، تتمثل في تحديات التغيير التي يواجهها، وفيما يلي أهم الآثار:

  • النقلة النوعية التي يسببها الاغتراب تؤثر بشكل مباشر على أسلوب حياة الإنسان.
  • ذلك لأن الانتقال من بيئة إلى بيئة مختلفة بمعايير مختلفة كليا، يخلق فوضى داخلية للنفس.
  • وعلى وجه الخصوص الانتقال من الدول الشرقية إلى الدول الغربية، بسبب تعارض الثقافات والمعتقدات وعلى رأسها المعتقدات الدينية.
  • علاوة على ذلك تعارض أسلوب حياة المجتمع من الانضباط، إلى الانفتاح المفلت على الجانب الآخر.
  • بينما يمثل الانقطاع عن الأهل والأصدقاء، أثرا بالغا على المغترب، إلى جانب صعوبة الانخراط مع المجتمع وتكوين علاقات اجتماعية جديدة، يبقى الإنسان وحيدا بعيدا عن أهله وأصدقائه.
  • كل هذه العوامل تؤثر سلبا على الإنسان، مما يجعله يشعر بـ الانفرادية، ويداوم التكرار لعبارات مثل اشعر بالوحدة في الغربة، على نقيض ما كان يتوقعه من السعادة.
  • مما يجعله عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية مثال على ذلك اكتئاب الغربة.

ما هو اكتئاب الغربة؟

  • اكتئاب الغربة هو آثار ما بعد الصدمة، -على سبيل التشبيه- فقدان الشغف في الحياة بعد وفاة شخص عزيز.
  • فهو رد فعل لفقدان المغترب حياته التي ألفها في موطنه إلى جانب صعوبة التأقلم (اشعر بالوحدة والحزن).

أعراض اكتئاب الغربة

  1. دوام الملل والفراغ.
  2. الشعور بالوحدة في الغربة.
  3. الشعور بالقلق والتوتر.
  4. اضطرابات النوم.

كيف اتخلص من الشعور بالوحدة في الغربة؟

تستطيع التخلص من الوحدة باتباع ما يلي من النصائح والإرشادات:

النوم

  • يمثل النوم المنبه الذي يتحكم في حالتك المزاجية فبمقدار التزامك بالنوم الصحي تكون في حالة مزاجية جيدة.
  • ومن المهم الإشارة إلى خطورة السهر وإسهامه المباشر في توليد مشاعر الحزن والوحدة والاكتئاب.
  • فوائد النوم ليلا تحسين الحالة المزاجية بإفراز هرمونات السعادة بتوازن.

استمرار التواصل

  • من المهم استمرار التواصل والحديث مع اهلك واصدقائك في الوطن، ومن المستحسن استخدام أدوات تعزز من جودة التواصل بينكم.
  • مثال على ذلك التواصل عبر تطبيقات الهاتف التي تتيح الصوت والصورة، يقلل هذا التواصل من نسبة الشعور بالوحدة.

شغل أوقات الفراغ

  • أوقات الفراغ هي الأوساط التي تتزاحم فيها المشاعر السلبية وخاصة الشعور بالوحدة في الغربة.
  • لذلك أشغل أوقات فراغك بممارسة هواياتك من الرياضة والسباحة والرسم والكتابة وقراءة كتب أو ملخصات مثل ملخص كتاب صاحب الظل الطويل.

الخروج في جولات سياحية

لتتعرف على ثقافة المنطقة وتاريخها، مما يكسبك معرفة أكثر.

تكوين علاقات اجتماعية

  • منها علاقات العمل وتحتاج إلى تعزيز لتصير علاقات خارج إطار العمل كذلك، أيضا علاقات الجوار، إلى جانب تكوين شبكة علاقات جديدة من الأصدقاء بالمشاركة في مختلف النشاطات.
  • وذلك عبر تعلم استراتيجيات بناء العلاقات الاجتماعية، كما يمكن حضور دورات مخصصة لهذا الشأن.

الاستيقاظ مبكرا

  • يعتبر الاستيقاظ في ساعات الصباح الأولى مصدرا للطاقة الإيجابية، وداعيا لتنظيم الحياة وتحقيق أكبر قدر من الفائدة اليومية.
  • فعند الاستيقاظ المبكر يكون لديك متفرغ من الوقت لتعمل على تخطيط مهام اليوم، ولهذا تقمر نفسك بالسعادة والإنجاز ويقل شعور الوحدة في الغربة.
  • على عكس الاستيقاظ متأخرا، لتجد نفسك وسط فوضى لا تعلم من أين تبدأ وكيف، وهو ما يسبب عندك الاكتئاب والحزن.

الانضمام إلى تجمعات الأجانب

تضم هذه التجمعات مختلف الجنسيات، وبالتأكيد ستجد رابطة أبناء موطنك فيها، وتستطيع بذلك تكوين علاقات مع أبناء وطنك في بلاد الغربة مما يعزز عندك شعور دفء الوطن واحتواء الأهل.

كيف أتحمل الغربة

تحمل الغربة ومشاقها يحتاج إلى عزيمة وإصرار، نستعرض هنا أهم النصائح لتستطيع مواصلة حياتك:

رسم الأهداف

  • من المهم إدراك أن للغربة هدف أساسي يعود عليك إيجابيا، لذا أول خطوة لتحمل الغربة هي أن تضع نصب عينيك هدفك الأساسي الذي لأجله قد تركت وطنك واهلك، وتعمل على تحقيقه.
  • وتزيل كل العقبات التي تواجهك في سبيل تحقيق هدفك وغايتك.

الصبر

اصبر على كل الصعاب والآلام التي تواجهها، وتذكر حالك القديم في ديارك من البطالة والإفلاس وما أنت عليه الآن من النعم.

زُر الناس وادْعُهم لزيارتك

  • شعور الاطمئنان وسط الأهل والوطن يسببه الزيارات العائلية بين الحين والآخر، وفي الغربة تختفي تلك الزيارات من انظرنا.
  • وتجد نفسك وحيدا تفتقد الزيارات وأصوات ضحك الأطفال، وعندما تكوّن علاقات في بلاد الغربة لابد أن تهتم لإقامة زيارات بينك وبين معارفك وان كانت زيارة خفيفة من فترة إلى فترة.
  • وذلك لأن احتكاكك بتجمعات تشعر بالانتماء إليها يعزز عندك مشاعر السعادة وبذلك يتقلص شعور الوحدة عندك.
الشعور في الوحدة وانت خارج بلدك

الخلاصة في الشعور بالوحدة في الغربة

في الختام لا ننكر أن الشعور بالوحدة في الغربة ألمه كبير، بينما لا يمكن السماح بتاتا لهذه المشاعر أن تتسلط على الإنسان وتقيده في حياته، ومن خلال ما ذكرناه تستطيع بذلك تخطي عقبة الوحدة، لتبدأ في استغلال الغربة لخوض تجارب مختلفة تكتشف بها نفسك والعالم.

المصادر:

Noon Emad

كاتبة مقالات احترافية أسعى دومًا لتحقيق المعرفة وتلبية احتياج القارئ بتضمين المعلومات المفيدة والقيمة.
زر الذهاب إلى الأعلى